الدكتورة مريم هانى تكتب…(للحقيقة وجه آخر)

 

بقلم:-د.مريم هانى

واخذت الصغيرة انفاسِها بإمهال تستدعي الذكريات وتسرد تفاصيل هي الأجمل والأبكي في نفس الآن .
تروي كيف أتاها الأب الي هنا كيف دعم موهبتها وكيف آمن بها ..
وكيف أيضا اختفي تماما من المشهد لم يعد له بالحياة أنفاس اختفي حتي اعتقدت الصغيرة انه حُلم او حتي صدفة او فكرة .
ذهب الرفيق والسند والداعم
ذهب من قال انتي فنانة وانتي تستحقين الكثير
ذهب من كان مرايتها المشرقة اللامعة التي تحفر صورتها من ذهب .
تاركا فقط الحلم تاركا فقط نبتة الشغف .
هل لكي استمرار ياصديقتي ؟
هل ستجدي من يصفق وبحرارة ؟
هل ستجدي من يؤمن ويوجه مثله ؟
هل تموت البذرةِ أيضاً ؟!
حفرتي داخلي مشاعر تجاهك يصعب تجاهلها أو نسيانها أريتيني لي وجها لم أراه من قبل.
وجدت داخلي كم من العتاب واللوم علي مجتمع لا يعي قدر مواهب أطفالنا ولا يعطيها قدر ماتستحق ولا يحنو عليهم بضميرٍ واعٍ مسئول .
كم من الكلاشيهات والعناوين الرنانة كم من التفاصيل ذات الظاهر الجذاب ولكنننن ….
للحقيقة وجهُ آخر للحقيقة اعتياد وروتين وأوراقٍ تذهب وغيرها يأتي وتعود الأطفال من حيث أتت حاصدةً فقط خبرات لا أمل بها من خطوات .
نعم هي فقط خبرات فقط .
يبقي ابن المبدع فنانا بالوراثة والفرصة له وحده وابن الموهوب موهوبا لامعا يتجلي صوته يدوي قريبا وبعيدا ويبقي طفلنا الذي لم يصبه الضوء في مجاله فقط متفرجا فقط يشاهد ويشجع طالقا فقط أحلامه في نومه .
وتبقي الصغيرة الموهوبة ذات الثانية عشر عاما حائرة بين من يراها ومن يقف بجانبها ومن يقرأ ماتملك من أدوات تقف تبحث عن الاب الحنون المثقف الواعي الذي عثر علي أدواتها بين ركام مجتمع جاهل مادي وسطحي لا يعي سوا المادة وأقرانها ممن هو ملموس ذات القيمة الأقل ولكن للأسف ذات السوق الأوسع .
وقفت الصغيرة تلتقط انفاسها وهي تري صاحب القرار بوعي وادراك مختلف يحملُ فقط تعفن الأفكار أنصار لايصح لا يجب اذن فلا يكون .
رأيتها بعيني تعرج بين فكرٍ جامد صلب وبين طائرٍ محلق يبغي الوصول لسماء السماوات ولكنه يخشي لحظةِ حطام .
رأيتها تحلق بأنصاف أجنحةٍ ولكنها تصر ان تحلق وتعد وتتوعَد انها لن تنهزم او تتنازل ولا ولم تنسي تلك الوعود الصغيرة ذات الأنامل التي بالكاد تُري وتعدني أنا شخصيا بمسلكٍ يليق بها ويضعها في مكانها المناسب يوما ما .
نعم تعجبت ولكن رأيت لحظتها عيونا لامعةً تبدو تشاهد وبمتعة فيلما سينمائيا محترفا وممتعا رأيت بتلك العيون الشاحبة المضغوطة المليئة بالفكر والكيف ها هو الطريق وهي أنا وسأصل .
لا أدري ماذا بينك وبين الله حتي تنطبع صورتك بذهني بهذا الكيف لا ادري ماذا واين ومتي بصمتي بصمةً عميقة في قلبي حتي انشغل بكي كل هذا الوقت بل بالأحري لا ادري لما كتبت الآن عنكي تحديدا ولما أكت بأصلا لحيظاتي معك .
ولكني ادري جيدا شيئا واحداً انكِ استثنائية الروح وأنكي وامثالك تستحقون ضوءاً عاليا قوياً حتي يراكم العالم ويندهش ويري فيكم مستقبلا عادلاً منصفاً قادراً أن يكون مؤثراً ويصنع تغيير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى