السفير الدكتور/ الحبيب النوبي يكتب .. 25 يناير .. عيد الشرطة المصرية عيد العطاء والتضحية، واحتفاء بقيم الوطنية والوفاء، دمتم فخرًا وعزًا لمصرنا الحبيبة. 

 

يُعد عيد الشرطة المصري مناسبة وطنية عظيمة تُجسد أسمى معاني التضحية والفداء، وتُخلّد ذكرى رجال بواسل وضعوا أرواحهم على أكفهم دفاعًا عن كرامة الوطن واستقلاله، إنه اليوم الذي نستحضر فيه بكل فخر واعتزاز بطولات رجال الشرطة المصرية في 25 يناير 1952، عندما وقفوا بشجاعة وثبات في مواجهة قوات الاحتلال البريطاني في مدينة الإسماعيلية، مسطرين ملحمة بطولية ستظل خالدة في وجدان الوطن؛ فهم الحصن المنيع الذي يحمي مقدرات الوطن، وسياجه الذي يضمن الأمان والاستقرار، ويحمل هؤلاء الأبطال على عاتقهم مسؤوليات جسيمة تتمثل في حفظ الأمن وحماية الأرواح، ومكافحة الجريمة بكل صورها، والتصدي للإرهاب والتحديات الأمنية.

 

فالقوات المسلحة المصرية، والشرطة، هما جناحي الأمن والأمان في مصرنا الحبيبة، خاصة في مثل تلك الأيام، التي تتعرض فيها حدودنا إلى تهديدات كبرى، على الاتجاهات الاستراتيجية الأربعة. وعلى الرغم من نجاح الجيش والشرطة في القضاء على الإرهاب في سيناء، خلال السنوات الست الماضية، إلا أن ذلك لا يعني الاسترخاء، لعلمنا بأن الإرهاب، حالياً، في حالة “كمون”، في محاولة لإعادة تكوين شبكته، وتجميع قواته، وإعادة التسليح وتشوين الذخائر، وتدريب العناصر الجديدة.

 

واليوم، تحتفل الشرطة المدنية المصرية بعيدها السنوي، الذي يوافق ذكرى الانتصار على المحتل البريطاني، بعد 74 عاماً من بقائه في مصر، ونتذكر الشرارة الأولى لذلك اليوم الخالد، في موقعة الإسماعيلية عام 1952، والتي راح ضحيتها 50 شهيداً، و80 جريحاً، من رجال الشرطة المصرية، الذين استبسلوا في حماية مبنى المحافظة، ورفضوا تسليم أسلحتهم لقوات الاحتلال الإنجليزي، وكان من ضمن ضباط تلك المعركة، النقيب صلاح ذو الفقار، الذي أصبح فيما بعد، من أشهر ممثلي الشاشة المصرية.

ولقد تم إقرار هذا اليوم، عيداً للشرطة المصرية، بقرار من الرئيس الراحل حسني مبارك، تقديراً لجهود رجالات الشرطة في حفظ الأمن والاستقرار لمصرنا العزيزة، والتي لم تنقطع، يوماً، خاصة خلال الفترات السابقة، في مكافحة الإرهاب، في سيناء، جنباً إلى جنب مع رجال القوات المسلحة المصرية.

 

لقد أبلت مؤسسة الشرطة المصرية بجوار المؤسسة العسكرية بلاءً حسنًا في مواجهة الإرهاب ومعاقله، مقدمةً تضحيات جسيمة على مر العقود وما زالت تواصل جهودها بلا كلل أو ملل، حيث تعمل بجد من أجل استقرار الوطن وتقدمه، بدون مزايدة أو مقايضة حول هذا الهدف السامي، ورغم شراسة الإرهاب وأدواته الفتاكة واستراتيجياته المتطورة والمتغيرة، فإن القوة المصبوغة بالإيمان، وحسن التدريب، والتسلح بالعلم من قبل المؤسسات الأمنية قد أثبتت فعالية كبيرة، وكانت لها الغلبة التي دحرت الإرهاب الغاشم، وكشفت مخططاته ومؤامراته المستمرة؛ حيث إن تضحيات رجال الشرطة وصمودهم يمثلان نموذجًا ملهمًا للعطاء الوطني، ويقويان من إرادة الشعب المصري في مواجهة التحديات.

 

وخلال السنوات السابقة، أرسى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تقليداً عظيماً للاحتفال بعيد الشرطة، يتم خلاله تكريم أسر الشهداء، وتسليم الهدايا لأطفالهم الصغار، الذين حرموا من أباءهم في تلك السن الصغيرة، بعدما أعلوا قيمة التضحية في سبيل عزة الوطن، بكل جسارة وشهامة، تاركين وراءهم آباءً وأبناءً وزوجات في مقتبل العمر.

فعندما يتحدث العالم عن قوة مصر في دحض الإرهاب، في ست سنوات، وتخليص سيناء من براثنه، وتحريرها من تعليمات حظر التجول، التي دامت لسنوات طويلة، ليستمتع أهلها بالحياة الطبيعية، وتبدأ رحلة تنميتها، وإقامة المشروعات الكبرى بها، ولتستقبل الشركات والاستثمارات، لابد وأن ننسب في ذلك الفضل لأصحابه من هؤلاء الرجال العظماء والشهداء من رجال الشرطة والقوات المسلحة، الذين نرسل لهم اليوم عظيم الإجلال والتقدير في عيدهم 25 من يناير من كل عام.

 

 

وفي هذا اليوم المجيد، نُوجه أسمى آيات الشكر والعرفان لرجال الشرطة المصرية، الذين ضربوا أروع الأمثلة في الإخلاص والتفاني، فتضحياتهم تُذكرنا دومًا بأن الوطن لا يُبنى إلا بالعمل الجاد والروح الوطنية العالية، فهم رمز للثبات والعطاء، ومصدر فخر لكل مصري ومصرية، ويمثل عيد الشرطة رسالة وطنية تؤكد أن الأمن والأمان هما الأساس لتحقيق التنمية والازدهار، وأن تلاحم الشعب مع مؤسساته الوطنية هو السبيل لمواجهة التحديات وبناء المستقبل، تحية إجلال لرجال الشرطة البواسل، ونثمن كل قطرة عرق ودم بذلوها من أجل أن يبقى وطننا آمنًا ومستقرًا. عيد الشرطة هو عيد العطاء والتضحية، واحتفاء بقيم الوطنية والوفاء، دمتم فخرًا وعزًا لمصرنا الحبيبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى