كتب مجدي يونس
الجهود الذاتية هي الجهود التي يبذلها أفراد الشعب من أجل بناء الدولة وتنمية المجتمع، وهذه من الواجبات الوطنية التي يجب على كل فرد أن يفعلها سواء بطريقة مادية أو معنوية، وهناك كثير من النماذج على هذه الجهود في شتى ربوع مصر، وسآخذ نموذجا من قرية البجلات على ذلك وهو نموذج بناء “مسجد تنمية المجتمع” والمعروف بالجامع الصغير، والذي تم بناؤه في فترة وجيزة لا تتجاوز السنة والنصف بفضل الله أولا، ثم بجهود أهل القرية والقرى والبلدان المجاورة داخل مصر وخارجها، وقد تمت معاينة الجامع من الداخل بعد الانتهاء من كافة أعمال التشطيب والانتهاء منها على أعلى مستوى..
وقد التقيت باللجنة المشرفة على بناء الجامع، والذين أخذوا على عاتقهم منذ أغسطس 2023 حتى هذه اللحظة مسؤولية الإشراف على بناء الجامع والانتهاء من كافة أعماله من حفر وبناء وتشطيب إلى أن وصل إلى هذا الدرجة العالية من الدقة والإتقان.
ومن ضمن أعضاء اللجنة المشرفة على بناء الجامع الحاج كمال عوض السروجي، وقد التقينا به داخل الجامع؛ ليحدثنا في عجالة عن أهم التحديات التي قابلتهم في البناء، وماذا فعلوا للتغلب عليها، وحتى وصل البناء إلى هذه الدرجة، وحتى يتم افتتاح الجامع في غضون سنة وأربعة أشهر، وهذه مرة غير مسبوقة في بناء أي منشأة.
الحاج كمال عوض السروجي من الشخصيات التي تهتم بتقديم الخدمات المجتمعية ليس إلى أبناء البلد فقط، وإنما إلى أبناء المركز كله.
حدثنا عن الجامع وعن أهم التحديات وكيفية التغلب عليها.
الحمد لله، فيه توفيق من الله، دائما أي واحد يبني منشأة لازم يواجه بعض الأشياء والعقبات، ولكن الحمد لله تغلبنا عليها، بصراحة الوقت الذي بدأنا فيه كان إنجاز في وقت قياسي بداية العمل 3 10 2023 تسلم المسجد إلى وزارة الأوقاف في 4 11 2024
وزارة الأوقاف لم تشارك سوى بدورة المياه فقط، منشأة على حساب وزارة الأوقاف، لكن المسجد كله من تبرعات أهل القرية، النساء، والرجال، الأطفال الحضانات، المدارس، كله شارك في هذا العمل، كان فيه توفيق من الله.
انطباعك عن وقفة البلد كلها في بناء الجامع في المدة الوجيزة هذه.
لم يكن أحد يتوقع أن هذا سيحدث، ولكن الله له في ذلك حكم، سيَّر الناس وجعلهم يتبرعوا بمحض إرادتهم، في وقت قياسي لم يتوقع أحد البناء في هذا الوقت الوجيز، فيه وقفة جيدة من أهل الخير، وهناك من تبرع بمبالغ كبيرة بمليون جنيه، وبأرض زراعية وحالات كثيرة، نساء تقلع الحلق أمام المسجد تتبرع به، حالات الناس تبكي من كثرة التبرعات.
وهذا يؤكد سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسي وتوجهاته بالخدمات المجتمعية ومشاركة الجميع في بناء الدولة، فهل لوزارة الأوقاف غير بناء الحمامات دور آخر في الجامع؟
المشاركة المجتمعية والحوار الوطني أساس الدولة، وأنا عضو في لجنة الحوار الوطني، وهي من أسس بناء الدولة لازم يكون فيه مشاركة مجتمعية، كل واحد يعمل شيئا.
وزارة الأوقاف شاركت بالإشراف ومتابعة جميع أعماله، كل خطوة عن طريق الوزارة.
هل سيتوقف دور اللجنة أم سيستمر؟
اللجنة ستستمر لكن في أعمال أخرى، المسجد انتهى البناء منه.
كلمة أخيرة تقولها بخصوص تنمية المجتمع، ومن حسن الحظ أنه جامع تنمية المجتمع واسم الشهرة الجامع الصغير، والدولة تحث على المشاركة المجتمعية “ويد لوحدها لا تصفق” دور الجامع في تنمية المجتمع، ودورك لا يقتصر على الجامع لك دور أيضا طبي في معهد الكبد مع الدكتور جمال شيحة، فهل سيكون هناك تعاون بين الجامع والمعهد؟
أشكر كل واحد شارك في هذا العمل بإخلاص وبجهد، هذه البلد تستحق كل خير، هذا الكلام سيسجل في التاريخ، مسجد تنمية المجتمع، الجمعية أنشئت عام 1953، والجامع أنشيء 1935 باسم المسجد الصغير.
بالنسبة للقوافل الطبية ، فأنا عضو من مؤسسي جمعية مرضى الكبد في الدقهلية مع الدكتور جمال شيحة، ونحن من ضمن 100 قرية تعالجت من فيرس سي، وكان بمشاركة النائب سيد سمير، فهذا شيء يشرف، وأصبحت من القرى الخالية من الفيروسات الكبدية، وفيرس س بالذات، ولن نتوقف عن هذا، القوافل ستستمر بعد الافتتاح، أهل القرية يستحقون كل خير.
وإن شاء الله افتتاح الجامع سيكون يوم 20 ديسمبر، تحت رعاية النائب سيد سمير، والجامع هو جامع وجامعة البجلات.
********
وانتقلنا إلى أحد الأعضاء المهمين في اللجنة، وهو الحاج محمد حافظ أبو النجا، وله دور كبير في بناء الجامع، كان يترك بيته وأولاده ويعتكف في الجامع، لمتابعة الشغل الذي كان يستمر حتى أيام الإجازات، وبلقائه والحديث معه عن الجهود الذاتية في بناء الجامع كان هذا رده:
ما هي أهم الأشياء والتحديات وكيف تم التغلب عليها؟
في بدية حديثي أتقدم بالشكر لكل فرد في البلد رجال ونساء وأطفال، وبعض من الناس المعاونين من البلاد المجاورة والعزب المجارة، وأقول لهذا البيت شأن، كنا نعلم أن المسجد سيتكلف في حدود العشرين مليون جنيه تقريبا، لو قعدنا مع بعضنا، وقلنا كم سيتبرع أهل البلد لبناء الجامع؟ لم نكن لنعلم.
تم أخذ تعهد على بعض الناس وهو المهندس مصفى المليجي أخذ عليه تعهد أن المسجد إذا هدم يبنى كنا خايفين جدا، والحمد لله تم بناء المسجد والأوقاف شاركت بالحمامات، أما المسجد تمت إقامته بالكامل بجهود أهل البلدة، والله كان الستات يقلعن الذهب والحلي، ويتبرعن به، لما بدأنا في 3 10 2023 بدأنا وكان الحديد في ذاك الوقت من 34 ألف اشترناه من 34 35 و 62 ألف، فكان كل ما يكمل معنا مليون جنيه نشتري به حديدا
هذا توفيق من الله، وكما قلت للبيت هذا شأن، لم نتعرض لمشكلة مالية نهائيا، الأوقاف لها إشراف كامل كل شيء ينتهي فورا، مازلت أقول شكرا شكرا شكرا لأهلي وإخواتي وأهل البجلات الكرام الذين وقفوا وقفة كبيرة.
الجامع اسمه تنمية المجتمع هل الجامع له سيكون له دور في تنمية المجتمع أم أنه سيقتصر على العبادة فقط؟
المسجد من الناحية الشرقية 3 أدوار فيه دور مهيأ للأنشطة العلمية تحفيظ القرآن ودروس لن يتوقف على العبادة فقط
كلمة أخيرة ونصيحة تود أن توجهها لأهل البلدة.
قبل كل حاجة أرجو من أهل البلد الحفاظ التام على هذا الصرح الكبير،
المحافظة التامة، ولا يعبث الأطفال بهذا الصرح، فأرجو من أهلنا أن يحافظوا على نظافة المسجد، وإن شاء الله سيتم رصف ما حول الجامع فيجب المحافظة عليه، هذا المسجد تنمية المجتمع المسجد ليس صغيرا مساحته ألف و200 متر، ولكن ذكر بالصغير؛ لأنه بني بعد الجامع الكبير، وأخيرا أقدم شكري لكل من ساهم في بناء الجامع ولو بكلمة.
******
ننتقل إلى عضو آخر من أعضاء اللجنة المشرفة على بناء الجامع، وهو الأستاذ محمود جلال وهو من رجال الأزهر، وتوجهنا إليه بالأسئلة التالية
هل الجامع سيتوقف دوره على العبادة فقط؟
الحمد لله، للمسجد حكايات وروايات، ولله الحمد من أول دقيقة وجدنا رسائل ربانية، وهو ليس مسجدا عاديا، ففيه روحانيات كبيرة، فالحمد لله ربنا وفقنا ويسر, وسخر أهل البلد ووحدهم من أجل البناء، فيه تكاتف من أهل البلد، الناس كلها يد واحدة الكبار و الصغار رجال ونساء وأطفال
كله يريد أن يشارك، والمسجد لن يكون دوره دعويا فقط، سيكون دوره كبيرا في كل مراحل الدعوة مهيأ للصلاة، لتحفيظ القرآن للصغار والبنات والنساء، مهيأ لدروس العلم الشرعية، ودورس للطلبة في مختلف مراحل التعليم وبالمجان.
هل سيكون في الجامع قوافل طبية، وهذا خبر سمعته وأريد التثبت منه؟
في الجامع غرفة كاملة للطوارئ لأهل البلد، فيه غرفة مجهزة فيها إسعافات أولية وكشف طبي، وفيه دكتور متبرع سيأتي أول يوم الافتتاح
الجهود الذاتية وتوجه الدولة، الجهود التي تمت في الجامع من خلال رؤيتك فعلا ممكن الناس تعمل غير الجامع أعمالا تساعد في بناء الدولة؟
ليس كل شيء ستفعله الدولة، المشاركة المجتمعية في كل شيء، والدين حثنا على ذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم دعا إلى ذلك، والصدقات الجارية ليست في المساجد فقط، كفالة الأيتام مشاركة مجتمعية، المجال واسع.
ممكن تحدثنا عن الجامع من حيث المساحة والمكونات
المسجد من أقدم المساجد في البجلات، مساحته 1100 متر، المبني من الجامع ألف متر، وهو مقسم أدوارا، صحن المسجد على مساحة 680 متر يتسع 1400 مصلي، فيه ثلاثة أدوار ملحق بالمسجد الأرضي، والثاني والثالث كل دور على مساحة 150 متر، يتسمع لحوالي 900 مصلي، يعني المسجد تقريبا سيتسع إن شاء الله إلى 2500 مصلي، وهذا أكبر مسجد يسع أكبر عدد من الناس في البجلات.
في المسجد غرفة مستقلة لإمام المسجد، وغرفة طوارئ مستقلة، فيه دورات مياه 10 دورات مياه، أماكن للوضوء تجهيز كلي، أماكن لكبار السن وأماكن مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة.
المسجد متكامل من كل شيء تشطيب على أعلى مستوى والحمد لله.
أعضاء مجلس النواب أعضاء عن الشعب لهم دور، ودور النائب سيد سمير دور كبير في بناء الجامع فهل ممكن تحدثنا عن دوره، وهو من الأعضاء الكبار في مجلس النواب
الأستاذ السيد سمير لم يتأخر عن عمل الخير، وعن المشاركة في الجامع تبرع بأمور نقدية كبيرة وعينية ، وتولى أعمال الرخام، وتكفل بمراوح المسجد، وهو راعي افتتاح المسجد في حضور وزير الأوقاف.
*******
ننتقل إلى عضو آخر من الأعضاء المهمين في اللجنة المشرفة على بناء الجامع وهو الأستاذ ياسر حسين عنتر شطا..
ما دور الجهود الذاتية في بناء الجامع؟
الحمد لله الذي أتم بناء جامع تنمية المجتمع، وقد تم بناؤه في 14 شهر عن طريق المشاركة المجتمعية من أهل البجلات، والحمد لله أن أتم هذا البناء بتبرعات أهل البجلات كله تبرع، مشاركة مجتمعية كبيرة نساء ورجال حتى أطفال الحضانات، حتى من لا يستطع بالمال ساهم بالجهد، بالكلمة الطيبة
ما دور وزارة الأوقاف؟
وزارة الأوقاف لها نصيب مشاركة مادية عمل الحمامات، وإرسال مشرفين، ومتابعة مراحل البناء.
أهم العقبات التي واجهتكم واستطعتم التغلب عليها بفضل الله
كان فيه مشكلة كبيرة اختلاف سعر الصرف، الأسعار تزيد، تغلبنا عليها كان أي مبلغ نجمعه نشتري به خامات حتى لو سنحتاجها بعد سنة.
ومن ضمن المشكلات كثرة الكلام لماذا؟ كان فيه ناس متخوفة من أي مشروع خيري، لكن الحمد لله لما بدأنا انهالت التبرعات علينا بشكل غير مسبوق، فالحمد لله، ونشكر كل أهل البجلات، وهذا ليس جديدا عليهم فمن قبل ذلك بنوا المسجد الكبير خلال ست سنين، والمجمع الطبي الخيري ثم الجامع الصغير.