كلنا يتذكر .. فيلم السرب…والذى شاهده غالبية الشعب المصري عبر الفضائيات….الرؤية المجتمعية للمثقفين تقول …أنه …
لاشك اننا دائما نحتاج بل ونشتاق للقيمة… نشتاق ان يكون لدينا مانحسبه في الحياة قيمة وان نضع اشياءً حقيقية في نصابها السليم .
ولا شك أيضا انه ومنذ زمن ثابتٌ نعي ما للفن من قيمة مؤثرة في المجتمع يجني فاعلوه الجادون ثمار ابداعهم في تغيير المجتمع وإثراءه .
ولكن يمر الوقت ونرى ما حملته الفكرة والابداع من تشتت وشرود للهدف اطاح بالقيمة والرسالة وأيضا الذوق العام بل وأحيانا الاخلاق .
حتى نعاين صحوةً يتغنى بها المجتمع ويُثنى أمثال فيلم السرب الذى دارت احداثه الأصيلة وليست جانب به أو مشهد ولكن بُنى على حادث من ابشع ما مرت به مصر في السنوات القريبة وهو حادث قتل إحدى عشر مصريا بليبيا على ايدى من لايعرف اي انسانية بدم بارد قَتلوا من اسموهم الصليبين دون اى ذنب او معصية سالت دماء عفيفة بريئة على أرض ليبيا .
وأتى الفيلم مُجسدا وبحنكة درامية قوية أحداث هذا المشهد وابعاده من أكثر من زاوية لجميع الأطراف.
فجاء بمشاهد انسانية حول هؤلاء الشباب وظروفهم العائلية بتفاصيل انسانية لهم ولعائلاتهم من كان لديهم الشغف بالطبع لعودة اللقاء .
وجاء أيضا وببراعة بسرد تفاصيل سياسية وحربية كنا قد لا نعلمها حول مجهودات المخابرات للبحث والرصد موضحا عدم التواطىء مثلا او التساهل من الجانب المصرى او حتى الحكومة والشعب الليبي مسترسلا بتفاصيل الضربة الجوية وتوضيح قيمتها ونتائجها وما حملت من فرحة الاخذ بالثأر والتأكيد على ان مصر لا ولن تتهاون في دم ابناءها ولا فرق ولا حتى اعتبار لأى شيء سوى مصرية هذا الدم البرىء وكفى .
وهذا ثابت ولا غش فيه لدى القيادة المصرية وضميرها وبما حث به سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث أعلن انه يحتفظ بحق الرد بالوقت والطريقة التى تراها مصر مناسبة موثقا للتاريخ ان مصر أكتوبر هي مصر اليوم لا تتهاون في حق مصرى واحد.
يأتى الفيلم بتفاصيل فنية عالية الجودة والتقنية مشاهد قوية ليست بسهله التنفيذ كادرات تشبه موقع الحادث الحقيقي وكبيرة أيضا تعطيك شعور وانك حقا داخل ليبيا وفي مواطن داعش بالفعل.
غير ماحوى من أداء تمثيلي رائع لكل من شارك بالعمل والإنتاج الضخم الذي قرر وبحق ان يُخرج عملا قويا لائقا بفحواه موثِقا للتاريخ احداث حقيقة يجب الا تُنسي .
ونحن نعلم جيدا ما للسينما بشكل خاص من دورٍ توثيقي لكثير من الفترات وكانت سبب حقيقي لرصد تفاصيل ومعالم كثير من الفترات في التاريخ الحديث وب فيلم السرب نوثق حتي لا ننسي نوثق حتى نتعلم نوثق حتى نقرر انها على مر السنوات لازلت تُروى الأراضي بالدماء الذكية قوية الذكرى والتأثير حتى تعى الاجيال القادمة بل وتعيش انه لولا القيمة لولا للحياة معنى وحق .
بالطبع نريد اكثر واكثر نريد مزيدا من صحوات فنية تدرك وتعى معنى وحقيقة الفن بكل لغاته ورسالته نريد رصيدا راصدا قد لا تسعه الذاكرة فحسب ولكن توثيقا معاشا محفورا بالاعماق يخرج لنا جيلا واعيا مساهما في رفعة وطنه واعلاءه .
