بقلم : صفاء الشاطر
كاتبة صحفية
أثنان وثمانون عام مرت على إنشاء نقابة الصحفيين المصرية ؛ اقترن أسمها في ذاكرة الوطن العربى والشرق الأوسط بل والعالم أجمع بقلعة الحريات . حيث أستقبل أبنائها هذه الأيام بكل فخر وأعزاز ذكرى إنشائها مُمتنين شاكرين جهود سابقيهم ممن ناضلوا من أجل إنشائها حتى تحقق الحلم في 31 مارس 1941، فكانت حصن منيع لأبنائها تعززأمالهم وطموحاتهم في أصلاح وتطوير مهنتهم العريقة، من حملت علي عاتقها رسالة التنوير والتوجية والافصاح وكسر جدار الصمت ودعم الحريات العامة لأنطلاق الممارسات الديمقراطية في مصر
لقد تيمن رجالها فرسان الصحافة المصرية بكلمة الحق في توجيه الأحداث خالعين رداء الأنتماء الطائفى والمذهبى والسياسى من أجل رفعة الأمة ؛ والتاريخ شاهد على ما مر به الوطن من أحداث جسام كانت فيها نقابة الصحفيين وأبنائها فى قلب الحدث. تتقدم الصفوف مساندة للشعب في أن يدرك أماله وطموحاته ؛ وهو ما شاهدناه في ثورتي 25 يناير و30 يونيه وكيف أدارت صاحبة الجلالة ونقابتها العريقة معركة الوعى و توجيه الرأى العام نحو تغير حاسم للحفاظ علي أمن وسلامة الوطن
ولن ينسى لها مسئولياتها التاريخية فى الدفاع عن أستقلال وكرامة شعوبنا العربية . على سبيل المثال لا الحصر دعمها المستمر للقضية الفلسطينة واستنكار مايحدث من ضراوة العدوان
وإن كنا هذه الايام بصدد ذكرى إنشائها … نأمل من الله ان تستمر بسواعد أبنائها مستكملة مسيرة فرسانها السابقين بأن تمضي قدمًا نحو أداء واجبها خاضعة لاأرادة الشعب ؛ تقف حائط صد أمام المتقاعسين عن أداء واجبهم ؛ وأن تظل رمزًا للتعبير عن الحريات وملاذ آمن للسان الحق
بالرغم من صمودها وكفاح ونضال أبنائها فالجميع يعلم كم عانت قلعة الحريات على كافة المستويات الأمر الذى ترك أثر كبير على الجماعة الصحفية ، وبمحض الواقع فهى قلعة قد تمرض ولاتموت، ستظل هي القادرة الفاعلة في توجيه الأحداث
وهو ما أكد مصدقيتها وأكسبها الأحترام لان ماتريده قلعة الحريات من إصلاح هو شأن لايخص الصحفيين فحسب بل مطلب وطني يحقق مصلحة جموع المصريين على مختلف اطيافهم
ويحضرنا فى هذا المقام قول أمير الشعراء أحمد شوقى ” لكل زمان مضى آية.. وآية هذا الزمان الصحف لسان البلاد ونبض العباد وكهف الحقوق وحرب الجنف “