أخبار

العاشر من رمضان وملحمه كبريت وصاحب البطولة المطلقة

 

كتب:-هاشم الدسوقى

د. محمد نور الدين
المنفذ لفكرة تحلية مياه الشرب أثناء حصار كبريت
بالطبع أثناء الحروب لا تكن الأسلحة والذخائر والتدريب الجيد وحدها هي صاحبة النصر في المعركة .. بل هناك عوامل أخرى لا تقل أهمية فى الحصول على النتيجة النهائية في
المعركة، لعل أهم هذه العوامل توفر الغذاء والشراب خاصة مياه الشرب وفي بعض
المقولات القديمة أن الجيوش تمشي على بطونها، فما بالك أن كانت وحدة مقاتلة محاضة في
منطقة صحراوية جافة، لا غذاء بها ولا ماء وأقرب مصدر مياه منها هي مياه مالحة ملحها أجاج، هنا تأتي أهمية ما قام به بطلنا في ملحمة كبريت ضابط الاحتياط كيميائي محمد نور الدين بتتبع كلماته، وكيف تغلب علي هذه المعضلة وساهم في حل تلك المشكلة لزملائه ليكون سبباَ اساسياً فى تحقيق النصر ..

البطل النقيب احتياط محمد نور الدين شاب مصري من شباب مصر التحق بالقوات المسلحة ضمن ضباط الاحتياط بعد تخرجه من كلية العلوم جامعة الإسكندرية (تخصص كيمياء) ليؤدي دوره في معركة التحرير المرتقبة حيث كان ضمن أفراد كتيبة الصاعقة مقدم (وقتها) إبراهيم
عبد التواب ضمن لواء مشاة الأسطول ..

في بداية الحصار وأثناء مفاوضات فك الاشتباك طلب المفاوض الإسرائيلي من قائد المفاوضات المصري لواء (وقتها) عبد الغني الجمسي:
— أن تسلم كتبة الشهيد إبراهيم عبد التواب نفسها للجانب الإسرائيلي وكان الجواب بالرفض .
— وبعدها طلب المفاوض الإسرائيلي أن تترك الكتيبة سلاحها وتغادر المكان وكان الجواب بالرفض.
— في المرة الثالثة طلبوا أن تأخذ الكتيبة سلاحها كاملا وتغادر الموقع وعرض الأمر عل المقدم إبراهيم عبد التواب الذي عرض الأمر عل مقاتليه الذين أجابته نظرات العيون والتصميم الشديد على الصمود والقتال بالرفض
فأبلغ القيادة برأيهم الأخير. فقد كان الشهيد البطل قائد الكتيبة العقيد إبراهيم عبد التواب بمثابة المايسترو والدينامو بالموقع، فصمت الإسرائيليون على أمل أن أحكام الحصار على الموقع ونفاذ ما لديهم من ذخائر وطعام وماء سيجبر من بالموقع عل الاستسلام وهو ما لم يحدث إطلاقا.

ويروى البطل كيف جاءته فكرة تحلية ماء القناة المالحة بعد أن نفذت كل مصادر المياه والسوائل لديهم، وكيف حفزه زملائه لإيجاد وسيلة للخروج من هذا المأزق، فعاد البطل بذاكرته إلى أيام دراسته بجامعة الإسكندرية، وكيف أن أساتذته في العملي قد قاموا أمامه بتحلية مياه البحر، فلم يضيع الوقت، وقد بدأ الأعياء والتعب يلحق بالجنود والقائد الذي كان يؤثر جنوده عل نفسه
في شرب الماء العذب، وبدأ البطل محمد نور الدين في تنفيذ فكرته بمعاونة زملائه وجنوده وبدأوا بوضع مياه البحربات في حلة ميدانية كبيرة والتسخين تحتها ليتبخر ما بها من ماء، يستقبلونه في أنابيب تفننوا في صنعها وإحاطتها بالخيش المبلل بماء القناة البارد لإتمام عملية التكثيف، ويتم استقبال الماء العذب المكثف في أحد الجراكن.. وأثناء بدء هذه العملية مر القائد إبراهيم عبد التواب على المكان الذي تتم فيه هذه العملية.. فسأل ضابطه:
بتعمل إيه يا نور الدين؟ فأجابه: أحاول أقطر المياه يا فندم، فرد عليه القائد: ربنا يوفقكم.

وأكمل القائد جولته للمرور عل قواته وهو مرهقا.. وأثناء العودة على البطل نور الدين قام بإعطاء قائده كوبا من الماء العذب .. فشربها وقال وهو يشير إلى البقعة التي بها جهاز التقطير .. من هنا لن تضيع ذرة رمل من أرض سيناء .. أصبح ما أمكن تقطربه في اليوم الواحد يكفي نصف زمزمية ( أي ما يعادل كوب ماء واحد تقريباَ ) لكل مقاتل في الكتيبة لمدة 24 ساعة وتبارى الجميع ل ك يجودوا ويحسنوا عمل جهاز التقطير .. لم يكن عملا سهلا تقطير مياه الشرب فبعد أن نفذت جميع الأخشاب المستخدمة في تسخين المياه بالموقع كان لزاما على الأبطال أن يبحثوا على إمدادات أخشاب أخرى؛ توصلوا لفكرة استغلال فلكنات خشبية بخط قديم للسكك الحديدية شرق القناة فكان عليهم السير مسافة 300 م للوصول لتلك الفلنكات
وخلعها بوسائل مختلفة ليس بينها الأدوات اللازمة لفك تلك الفلنكات، وكان لزاما عليهم حمل تلك الفلكات عل أكتافهم والعودة بها وكثيراً ما تعرضوا لرصد استطلاعات العدو المحيطة بموقعهم ، وكانوا يتلقون رصاصات العدو التي أدت إلى إصابات واستشهاد بعض أبطال الكتيبة.. لكنها العزيمة والإصرار والتصميم من رجال مصر الأوفياء وكان القائد إبراهيم عبد التواب
حريصا عل مضاعفة تعيين الفرد من الماء المقطر يوم الجمعة ليتمكن من الوضوء لصلاة الجمعة كان يؤمها القائد الشهيد ويظهروا أمام عدسات رصد العدو الإسرائيلي في أبهى صورة غير متأثرين باي شئ وكأنهم لا ينقصهم شئ وكان الأبطال المسيحيون يتوزعون على التباب المحيطة بالموقع لصد اشتباكات العدو أثناء الصلاة.
إلى أن جاءت لحظة استشهاد القائد إبراهيم عبد التواب بدانة مدرعة إسرائيلية في آخر اشتباك بين الجانبين يوم 14 يناير 1974 .. لم يحدث بعدها أي هجوم أو اشتباك عل الموقع حتى تسلمت قيادة الجيش الثالث ف 13 فبراير 1974 هذا الموقع من أبطاله وعادوا إلى مقرهم بالعامرية بالإسكندرية وسط احتفال شعبي ورسمي وإستقبلوا الأبطال في حفاوة بالغة..
حصل البطل عل نوط الشجاعة العسكري من الطبقة الأولى من الرئيس السادات
— حصل البطل عل درع التفوق العسكري من الرئيس السيسي في احتفالات أكتوبر.
— كما تفوق البطل فى الحياة العسكرية وتفوق أيضاً في العمل المدني بعد ترك القوات المسلحة .. رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب الأسبق لشركتين
+-+-+- شركة سيدي كرير للبتروكيماويات – سيدبيك
+-+-+- شركة إيلاب للبترول
— حاليا خبير ومستشار دولى بالأمم المتحدة
— نائب رئيس حزب حماة الوطن.
— وتكريما له كبطل من أبطال كبريت أطلق اسمه على أحد شوارع مدينة الإسكندرية.

المناصب الحالية:
– خبير ومستشار دولى بمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “اليونيدو UNIDO .
– رئيس مجلس إدارة وعضو منتدب لشركة نور تراست للمشروعات والتنمية NOURTRUST.
– نائب رئيس شركة التكنولوجيا الألمانية – دوسلدور – ألمانيا GERTEC

بعض المناصب السابقة:
– رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة سيدي كرير للبتروكيماويات “سيدبك “
– رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لشركة إيلاب للبترول ELAB .
– نائب الرئيس التنفيذي لشركة البتروكيماويات المصرية EPCO .
– خبير النفط والغاز شركة سوناطراك بالجزائر SONATRAH .
– خبير دراسات والمشروعات بالشركة الوطنية للصناعات الكيماوية بالجزائر SNIC

الأنواط والأوسمة :
– حاصل على نوط الشجاعة العسكري من الطبقة الأولى في حرب أكتوبر المجيدة من الرئيس محمد أنور السادات “موقعة كبريت”
حاصل عل درع التفوق العسكري من الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 

النشاط السياسي :
– نائب رئيس حزب حماة الوطن.

النشاط العلمي :
– الإشراف على العديد من رسائل الماجيستير والدكتوراة في المجالات الصناعية والكيميائية والبتروكيماوية .
– حاصل على الدكتوراة الفخرية في العلوم من كمبريدج

عضو مجلس إدارة ال شكات التالية :
– شركة ODIN للاستثمار والتنمية .
– شركة INTERRA-EGYPT .
– شركة KZ كفر الزيات .
– شركة اانرجي بتروليوم للإنشاءات EPCPN
– شركة النيل للمواد العازلة بيتونيل BITONIL.

عضو ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعيات والاتحادات التالية :
– الإتحاد العربي للعمل الإنساني والتنمية المستدامة .
– جمعية زمالة الكيمياء المصرية .
– الجمعية العربية لعلوم المواد.
– مركز التعاون العربي الأوروبي
– جمعية التنمية التكنولوجية المصرية الفرنسية “أكتيم”.
– نائب رئيس مجلس إدارة المركز العربي للثقافة والإعلام “جدة – المملكة العربية السعودية”.

عضو عامل بالجمعيات الآتية :
– الجمعية الكيميائية الأمريكية ASC .
– جمعية رجال الأعمال المصرية الفرنسية CAFE .
– الغرفة التجارية بالإسكندرية “نائب رئيس شعبة الكيماويات” .
– جمعية الصداقة المصرية البولندية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى