د. هويدا عزت كاتبة وباحثة في العلوم الإدارية وفلسفة
ينظر إلى الإذاعة المسموعة (الراديو) كوسيلة مهمة لنشر الثقافات من خلال تنوع برامجها، فعلى الرغم من انشغال الجميع بشاشات الهواتف، إلا أن الإذاعة لن يتأثر حضورها فمازال يمثل الراديو الحاضر والمستقبل، يستمعوع إليه الناس في كل مكان وزمان.
حيث يستطيع مُستمعوها الاستماع إليها وهم منهمكون في أداء عمل آخر، على عكس الوسائل الإعلامية الأخرى كالتليفزيون والصحف، ووسائل التواصل الاجتماعي التي تحتاج إلى تفرغ الشخص لها بشكل كامل.
وقد أقرت الدول الأعضاء بمُنظمة اليونسكو يوم 13 فبراير يومًا عَالَمِيًّا للإذاعة يُحتفل به كل عام، ويهدف الاحتفال باليوم العالمي للإذاعة إلى تسليط الضوء على مكانة الإذاعة كإحدى الوسائل الأساسية للإعلام والاتصال.
وتعتبر إذاعة “KDKA” في مدينة بيتسبرغ، ولاية بنسلفانيا أولى الإذاعات في العالم ظهورًا عام 1920، تلتها إذاعة “ بي بي سي ” البريطانية في عام 1922، ومنذ ذلك الوقت أصبحت الإذاعات مصدر مُهِمًّا لتلقي المعلومات الإخبارية والثقافة، وغيرها، فضلًا عن أنها وسيلة للترفيه والتسلية.
وتعتبر مصر أولى الأقطار العربية التي عرفت الإذاعة المسموعة في حوالي عام 1925، وكانت على شكل إذاعات أهلية يملكها أفرادًا.
وَحَالِيًّا يُمثل مبنى ماسبيرو في قلب القاهرة مقر اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري حَالِيًّا، هذا المبنى المُستدير بملحقاته على ضفاف نهر النيل، الذي وجه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ببدء تشييده في أغسطس عام 1959، وفي21 يوليو من العام التالي، بدأ الإرسال بآيات من القرآن، ثم وقائع افتتاح مجلس الأمة وخطاب “الزعيم” ونشيد “وطني الأكبر”.
ويرجع تسمية المبنى “ماسبيرو”، بهذا الاسم إلى عالم الآثار الفرنسي “جاستون كأميل شارل ماسبيرو”، ودوره في اكتشاف سر خبيئة الدير البحري.
وتقوم فكرة مبنى الإذاعة والتليفزيون على مساحة حوالي 12 ألف متر مربع، على شكل الشبه دائري، يعلوه مبنى آخر على هيئة برج مستطيل، ليظهر كتورتة عيد ميلاد فوقها شمعة، لتعكس الفرح، والبهجة، والعطاء.