﴿ جبر الخواطر زاد المتقين..!! ﴾
للكاتبة : إيناس المغربي
أشرقت الشمس تغازل بسناها كل بيت ونافذة ..
تدعو الجفونَ الناعسة أن استفيقي وقومي لله ساعية ..
وبينما أفرك النعاس عن عيوني ملبية لنداءات شعاعاتها النشيطة الدافئة وأدور في أفلاكها كزهرة عباد الشمس الطائعة ..
سمعت دقات بجرس بابي مجلجلة .
فاقتربت من بابي وقلت:
من بالباب طارقاً .. !!
قالت: أنا وأعربت عن شخصها ..
ففتحت لها الباب،ورأيت على وجهها ما كان محفورا بقلبها من ألام وأحزان حارقة..
قالت سامحيني أن غدوت إليك مبكرة..
فأنا التي أحوجتني الأيام والليالي الماضية، فأصبحت بضيق ذات اليد شاكية من ضيق حال، وقلة مال، ومرض عضال ..صارت عيوني باكية ..
قد مات زوجي وعائلي وهدم بيتي وموئلي ، فجئتكم بالدموع الحارقات ناعية .!!
أغلقت في وجهي الأبواب
وضاقت السبل والمعونات و نزلت بيّ النوازل والملمات فجئت للكرام سائلة ..!!
لا أبغي إلا اليسير من الثياب، جودوا بقليل من طعام، ولو بكسرة خبز يابسة ..!!
قد عصف الحزن بقلبي وأطار الهم عقلي ..، صارت جروحي غائرة..!!
أُخيتي .. ماذا أفعل لحالي وقد ردا الناس سؤالي، فقد طرقت بابا بالطريق لسيدة ، فصدت عني بابها .. تغضنت وكشرت تملصت من كل فعال المكْرُمة .. !!
وأشارت إليّ بطرفها تجاه بابك مُلفتة ..أن ما تريدنه في تلك الدار المجاورة .. فعلمت ان ما ابتغيه ها هنا ..
ديار قوم مُكرّمين بنوا قصورا للأخرة ..!!
حبيبتي فهل صَدَق كلام السيدة ؟!!
هل ما أبتغيه في تلك الدار العامرة ..؟!!
لقد أُريق ماء وجهي بالسؤال
ياليت كان العنفوان والشباب ، و ما كنتُ الأن عاجزة ..!!
بكت السائلة والدموع تجري ساخنة على خدودها حافرة..!!
فأردفت أنا بالحديث قائلة :
هلا هلا بالغالية .. من أي أرض قادمة، أم من أي باب من أبواب الخير أتية ..!!
أهلاً بمن جاءت برضوان ربي وبالخيرات جالبة، وبالحسنات المباركات و في الميزان واضعة.. !!
انت من أمرني فيك ربي بألاَ أرُد السائلة وألا أنهر سؤلاً ما حييت وإن جئتِ دوما قاصدة ..!!
حييت بتحية القدوة والإمام وبمن وصانا بالمساكين والأيتام ،فكيف أرد المُبشرة ؟!!
وكيف أنهرُ المنجية من على صراط مستقيم لولاك لكنت واقعة ؟!!
أيتها المرأة المكلومة البائسة الأن سعدت روحي .. ألحين أنشرح صدري ..
فقد رأيت في منامي البارحة، امرأة في موكب ملائكي قادمة، تحمل الأعناب والرومان في آنية، كأنها من اللؤلؤ والفضة الصافية، وعند باب داري وقَفتْ مُناديه :
يا أصحاب بيت المكرُمة قد جئتكم بهدية من دار المقامة الباقية، ففتحت لها الباب ، وعندها .. ، استيقظت من نومي سامعة دقات بباب داري وكنت انتِ الطارقة .
فوجدت رضى ربي في محياك مهللاً وكأنك تفسيرا لما رأيته البارحة
فأهلا بمن سيدخلون الجنة كتف بكتف مع الرسول في المقدمة .