أخبارمنوعات

مجدي يونس الفائز بكتارا: الأديب الواعي يجب أن يقتحم كل الأنماط الإبداعية

حوار أجرته/ رابعة الختام

مجدي يونس روائي وقاص شاب، وسيناريست، عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصرحائز على جائزة كتارا في الرواية 2021 فئة رواية الفتيان عن رواية ” الهاربون والمجتمع الأخضر ”

حاصل على ليسانس آداب وتربية في اللغة العربية والدراسات الإسلامية ، جامعة المنصورة دور مايو : 2003، دبلومة عامة في المناهج وطرق التدريس بتقدير.
من أعماله الأدبية، رواية حياة الرماد عن دار أوراق للنشر، مجموعة قصصية بعنوان سر المذبوح عن دار أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي.

رواية نبض الخائن عن دار أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي.
رواية ( سارق الموتى واللعنات السبع ) عن دار أطلس للنشر.
رواية المسوخ ( هرج ومرج وكبت جسدي ) عن دار أطلس للنشر.
الرواية الفائزة في جائزة كتارا ” الهاربون والمجتمع الأخضر ” عن دار كتارا للنشر.

ومن أعماله الفنية، فيلم تسجيلي قصير ” مين اللي ميحبش أحمد ” عرض في دار الأوبرا المصرية بتاريخ 26 ديسمبر 2021 فيلم تسجيلي قصير ” جفنها علم الغزل ” عرض في دار الأوبرا المصرية بتاريخ 3 مارس 2022
فيلم تسجيلي قصير ” خلطة إلهام ” عرض في دار الأوبرا المصرية بتاريخ 10 يونيو 2022

٤ – فيلم تسجيلي قصير عن يحيى الفخراني عرض في دار الأوبرا المصرية بتاريخ ٧ سبتمبر ٢٠٢٢
إلتقنياه وكان معه هذا الحوار…

*كلمنا عن بداياتك..

بداياتي تنقسم قسمين بداية كتابة وبداية نشر ، بداية الكتابة أيضا تنقسم قسمين بداية شفهية وبداية تحريرية. كنت أجمع الأطفال الصغار في الحارة وأظل أحكي لهم قصص خيالية ارتجالية من رأسي دون تفكير، وكانت قصص شيقة جدا مازلت أعرفها حتى الآن، ثم أتت بعد ذلك الكتابة وعمري ١٢ سنة ، في هذا السن كتبت ٨ روايات مازلت أحتفظ بها حتى الآن مثل رواية المتاهة، اليمامة وغيرها … ومن هذا الحين وأنا أكتب، تطورت قدراتي وأساليبي ونظرتي وأشياء كثيرة ، لم أملّ أو أكلّ …
ثم أتت مرحلة النشر وكان ذلك بالتعاقد على أول أعمالي رواية ” حياة الرماد” في منتصف ٢٠١٨ وصدرت في معرض الكتاب ٢٠١٩ ، وللعلم هذه الرواية كتبت في ٢٠٠٦ …
ثم توالت بعد ذلك بقية أعمالي…
ـ بمناسبة الحديث عن رواية حياة الرماد ألا ترى أن الرواية فيه جرأة زيادة عن اللزوم ؟
الرواية فيها جرأة أوافقك الرأي ولكنها ليست زيادة عن اللزوم، والجرأة نابعة من جرأة الفكرة نفسها وتفردها ثم حياة البطل نفسه تفرض عليك الجرأة، فهو شخص سادي يهيم خلف رغباته وشهواته خارجا وداخلا، ثم إن الأدب الذي فيه شيئا من الجرأة هو الذي يعيش، وعندك موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح، وعوليس لجميس جويس خير دليل على ذلك وغيرهما..
ـ لو ممكن تقدم لنا اقتباس من رواية حياة الرماد …
كانت أيام ما قبل الانتحار هي أصفى الأوقات في حياته كلها التي امتدت لخمسة عقود ترنح فيها بين الحب والبغض، بين اليأس والأمل، بين الفرح والحزن، بين الغدر والوفاء.
إلا أن هناك شيئا لم يجد له مقابلا في حياته ساح فيه بوعيه، وبكامل إرادته حتى أدمنه وصار توأمه المتلاصق، ساخ فيه بجسده وبعقله حتى خنقه، حاول التحرر منه كثيرا إلا أن شهوة الانحراف كانت أقوى منه ومن إرادته الواهنة التي ذابت في شهوته ….
كانت تلك الأيام ـ أعني أيام ما قبل الانتحار ـ هي الأوقات التي أحس فيها بعمره الذي مرَّ بين أصابعه دون أن يشعر.
ـ ثاني عمل لك كان مجموعة قصصية بعنوان سر المذبوح، كلمنا عنها..
المجموعة القصصية سر المذبوح كتبت قديما لكنها نشرت في 2019″ ، كنت كتبت قديما أكثر من 100 قصة قصيرة، غربلت هذه القصص واخترت منها 16 قصة متنوعة ونشرتها تحت هذا العنوان ، وهي مجموعة تقع في 200 صفحة من القطع المتوسط ، متنوعة في كل شيء في الطول والقصر، في المواضيع والأفكار، فهي مزيج بين الرومانسية والواقعية والفلسفة والدين والخيال والرع ، متنوعة في عوالمها المختلفة بأزمنتها وأمكنتها..
وهناك شيء مهم أن فيها مجموعة قصص يربطها خيط واحد تصلح أن تكون رواية قصيرة، كل قصة بحدث معين ولكنها في النهاية ينتظمها خيط روائي…
ـ أيضا رواية نبض الخائن نشرت في عام 2019 يعني نستطيع أن نقول أن هذا العام كان من الأعوام المهمة في تاريخك لأنك نشرت فيه ثلاثة أعمال أدبية روايتين ومجموعة قصصية … رواية نبض الخائن تعد أطول رواية لك حتى الآن .. ما السبب في ذلك ؟ وهل هي رواية ورمانسية ؟
لأنها تعد روايتين في وراية واحدة كل رواية تصلح رواية مستقلة ولكنها يجمعهما خط درامي واحدة ..

نبض الخائن فيها قصص حب كثيرة أهمها حب الوطن وهو فكرة الرواية العامة ، والرواية فيها رمزيات كثيرة، هي ليست تاريخية ولا سياسية ولا رومانسية صرف ، هي رواية تحكي واقعا معاشا فات ومازال يحدث ، تتحدث عمن يحب الوطن ومن يخون الوطن، وكيف ندافع عن الوطن ، وأيضا هي من الروايات التي كتبت قديما ونشرت في 2019 ، وهذا هو السر أني نشرت ثلاثة أعمال في عام واحد، وهو أن هذه الأعمال كانت جاهزة عندي، فقمت بتنقيحها وتعديلها وإضافة بعض الأشياء وحذف أشياء أخرى ثم توكلت على الله تعالى ونشرتها.

ـ أنت اقتحمت أدب الرعب من خلال روايتك سارق الموتى واللعنات السبع ثم تلاها عمل آخر وهو المسوخ الذي يوحي عنوانه بأنه ارواية رعب ، فكلمنا عن روايتيك سارق الموتى والمسوخ وهل هناك علاقة ما بينهما ؟
ـ الأديب الواعي هو الذي لا يغض الطرف عن الساحة الأدبية ، والساحة الأدبية تغص بأدب الرعب بل صار هو الواجهة، وعلى الكاتب أن يقتحم كل فروع الأدب وهذا ما فعله كتاب كبار مثل نجيب محفوظ والسكندر دوما وتشيخوف وغيرهم ….

بالنسبة لرواية سارق الموتى هي رواية رعب ولكن رعب بطريقة وخلطة مجدي يونس ، اللغة رصينة قوية الأسلوب متين شيق، ثم في الرواية قصة بل قصص تجمع بين الواقعية والخيال …

أما بالنسبة لرواية المسوخ فهي تتحدث عن مسخ الأخلاق والأفكار في مجتمع قروي صغير هو انعكاس للمجتمع الكبير الأم. تدور الأحداث في قرية صغيرة حول أربعة أشخاص منبوذين من أهل القرية، مختلفي الأخلاق والأفكار والثقافات يجمعهم النبذ، وهم مصطفى خليل المتعلم المثقف العاطل عن العمل، وشوقي الأعرج اللقيط، ونديم أستاذ اللغة الإنجليزية، وعلي الثري طالب الطب…
تبدأ الرواية بجو تشويقي بعرض جريمة قتل شنيعة راح ضحيتها شاب في مقتبل عمره وهو نديم، وفوق قتله مُثِّل بجثته أبشع تمثيل، وتبدأ أصابع الاتهام تتجه نحو شخصين كانا ملازمين للقتيل ( مصطفى خليل وشوقي الأعرج) فيقبض عليهما، وينفيان أي صلة لهما بالجريمة نهائيا فيحبسان معا في غرفة الحبس الاحتياطي بمفرديهما، وهنا تبدأ تتكشف حقائق كثيرة وتتغير مجريات الأحداث كل منهما يبدأ بقص قصته على الآخر، ومن خلال ذلك تتضح أمور كثيرة فظيعة في حياة كل منهما، ثم يتضح في النهاية أن هناك ثلاثة أشخاص اشتركوا في الجريمة منهما هذان الاثنان، والقاتل الرئيسي شخص آخر يسعى للانتقام من هذين الاثنين لأسباب أخرى، فيقتلهما في غرفة الحبس الاحتياطي، ويُقتَل معهما.

الرواية تجسيد للمنهج الكافكاوي السوداوي عن طريق تسليط الضوء على حياة أربعة شخصيات، ولكنها تجاوزت ذلك، فقد أزاحت الغطاء عن عور واقع مر معاش رصدت الرواية جزءا منه مبرزة الصراع النفسي الملتج في بواطن تلك الشخوص التي قاست وعانت في حيواتها من أشياء حوَّلتها في النهاية إلى مسوخ منغمسة في الذنوب والخطايا إلى أن جاءت تلك الجريمة البشعة فعرَّت كل واحد أمام نفسه وأمام غيره، وفضحت مجتمعا يضج بالمسخ الروحي الفكري والخلقي والثقافي والتعليمي والتربوي والاجتماعي..

وتنتهي الرواية بمفاجأة من العيار الثقيل بمشهد مأساوي موت المسوخ في إشارة إلى الخلاص والتطهر من الفحش والمسخ، ولكن الغريب هو موت الكبراء في حوادث غامضة بعد ذلك، والأغرب والأفظع هو موت الأبرياء الذين ليس لهم ذنب في الفصل الأخير من الرواية.

ـ أنت قلت أن على الأديب أن يطرق جميع فروع الأدب فهل هذا ينطبق على روايتك الفائزة في كتارا 2021 رواية ” الهاربون والمجتمع الأخضر ” ؟
نعم ، هي رواية للفتيان أو الناشئة أو اليافعين يعني الفترة من سن 12 سنة حتى 18 أو 20 سنة ، وهي فترة حرجة جدا في تاريخ كل فرد لكثرة التقلبات والتغيرات النفسية والجسمانية للفرد ، وعلى أساسها تتشكل شحخصية الفرد ، لذلك ليس أي كاتب يكتب في هذا النوع وينجح لأنه يحتاج إلى دراية بصفات تلك المرحلة العمرية الجسيمة والنفسية والعقلية والمعرفية وأيضا على الكاتب أن يكون ملما بتغيرات العصر وتطوراته ، فالكاتب الآن يخاطب فئة ماهرة في استعمال الهواتف النقالة والدخول على برامج حديثة ثم مع وسائل التواصل الاجتماعي وهي ما يسمى بالسوشيال ميديا أصبح الأمر أكثر خطورة وتعقيدا ….

ـ كلمنا عن تلك الرواية ” الهاربون والمجتمع الأخضر ”
الرواية تدور في فلك البحث عن الأفضل والملائم لكل مخلوق بما يناسب قدراته ومهاراته وإمكاناته بما يحقق النفع له ولغيره من الكائنات في مجتمع يسوده الحب والنماء والرخاء والسلام والمساواة والتعاون، مجتمع أقرب إلى المثالية يبنى بالعلم والدين والقيم والمثل والأخلاق وأيضا بالمال والموارد والثروات كما قال أحمد شوقي:
بالعلم والمال يبني الناس مجدهم لم يبن مجد عل جهل وإقلالِ

هذا المجتمع يسعى زمرة أصدقاء من البشر والحيوانات لإنشائه بعد التمرد على واقعهم والهروب منه، لأنه لا يناسبهم في ظنهم. تواجههم عقبات وعثرات كثيرة أثناء الهروب يتغلبون عليها بصعوبة. تقابلهم صعوبات أخرى بعد الهروب تتمثل في وسائل بناء هذا المجتمع، والأشياء التي يحتاجونها لبنائه، والتي هي أساس بناء المجتمعات، فيتغلبون على هذه المشكلة عن طريق رجل مسن يعرفه أحد الهاربين مسبقا يعرض عليه الأمر فيوافق، وينضم إليهم، ويمدهم بما يحتاجونه، ويتهيأ الأصدقاء، ويجهزون أنفسهم وكل شيء من أجل إنشاء مجتمعهم في مكان آخر غير الأماكن التي كانوا يعيشون فيها.

الرواية تخاطب الفئة العمرية من 12 حتى 20 سنة في جو من الإثارة والتشويق بلغة تجمع بين الجزالة والرصانة وبين السلاسة والعذوبة.

يقل الوصف في الرواية، فتجد نفسك تدخل في الأحداث مباشرة من أول سطر، وتنتقل من زمن إلى زمن ومن مكان إلى مكان دون أن تشعر، وهي من الروايات التي تصلح لكل مكان وزمان.

ـ هل لديك أعمال جديدة في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام 2023 ؟

ـ نعم لدي عمل جديد ” أسرار التربي ” هو جزء من ثلاثية بعنوان ” أسرار من العالم الآخر ” تدور أحداثها في المقابر، وهو العالم الموازي لعالمنا ، تتحدث عن القبور ما ظهر منها وما بطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى