كتب:سعيد سعده
تحتفل محافظة البحر الأحمر، اليوم الأحد 22 يناير، بالعيد القومي لها، حيث تمر الذكرى الـ53 على مشاركة أبناء الغردقة من الصيادين في صد العدوان الإسرائيلي عن جزيرة شدوان المواجهة لشاطئ الغردقة، واتخذت محافظة البحر الأحمر 22 يناير يومًا للاحتفال بالعيد القومي من كل عام.
وفي 22 يناير 1970 وقعت معركة جزيرة شدوان مع العدو الاسرائيلي، وشارك فيها المئات من الصيادين أبناء مدينة الغردقة.
واتخذت محافظة البحر الاحمر يوم هذه المعركة ليكون عيدها القومي لتحتفل به سنويًا، وتفتتح عددًا من المشروعات الخدمية، وتكرم المشاركين في المعركة أو أسر الشهداء، حيث تمر الذكرى الـ53 بمشاركة العشرات من صيادي وأهالي الغردقة في إحدى أهم العمليات التي قام بها العدو في شهر يناير 1970 على جزيرة شدوان شمال البحر الأحمر، وتمت هزيمته.
وتبدأ الاحتفالات سنويًا بوضع اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، أكاليل الزهور على النصب التذكاري لشهداء المعركة من أبناء البحر الأحمر والنصب التذكاري للجندي المجهول.
وتصل مساحة جزيرة شدوان 70 كيلو متر، وتقع بين مدخلي خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، وتضم فنارا لإرشاد السفن، وهي تبعد عن الغردقة 35 كيلو متر، وعن مدينة السويس 325 كيلو متر.
وأقامت محافظة البحر الأحمر نصبًا تذكاريًا لشهداء المعركة، بالإضافة إلى اسم قرية سياحية ومدرسة ابتدائية تخليدا لهذا اليوم والمعركة.
وتشير المعلومات التاريخية حول معركة شدوان أن قوات العدو الإسرائيلية قامت بهجوم ضخم على الجزيرة جوا وبحرا، كذلك هاجموا مساكن المدنيين الذين يقومون بإدارة هذا الفنار وكان هناك مجموعة صغيرة من الصاعقة المصرية البحرية والبرية لحراسة الفنار الذي يقع جنوب الجزيرة، ورغم اعتراض الطائرات الإسرائيلية جوا و«لنشاتها» بحرا، إلا أن أبناء المحافظة لم يتخلوا عن قواتهم وقاموا بتوصيل الذخائر والمؤن والأسلحة في مراكب الصيد من شاطىء الغردقة إلى جزيرة شدوان.
استمر القتال بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وأفراد الصاعقة المصرية الذين خاضوا المعركة ببسالة وأحدثوا خسائر جسيمة بقوات العدو، كما تمكنت وحدات الدفاع الجوي المصري من إسقاط طائرتين للعدو، من طرازي «ميراج» و«سكاي هوك» وظل العدو يتقدم لاقتحام مواقع قوة الحراسة في جنوب الجزيرة، وكانوا يطلبون من القوة المصرية أن تستسلم، ورغم القصف الجوي العنيف، إلا أن القوات المصرية رفضت الاستسلام وقاتلوا ببسالة وشجاعة. واستمر العدو في محاولاته للسيطرة على الجزيرة ومنع الإمداد الذي يأتي للجنود المصريين من خلال البحر، لكنهم فشلوا رغم تفوقهم العددي والقصف الجوي العنيف والامدادات الكثيرة التي كانت تأتي إليهم وبعدها اضطرت القوات الإسرائيلية التي تقدر بكتيبة كاملة من المظليين، للانسحاب من الأجزاء التي احتلتها من الجزيرة، وفي اليوم التالي للقتال والموافق الجمعة 23 يناير، قصفت القوات الجوية المصرية المواقع التي تمكن العدو من الوصول إليها في جزيرة شدوان، في الوقت الذي قامت فيه قواتنا البحرية بأعمال تعزيز القوة المصرية على الجزيرة، وهو ما أدى لانسحاب القوات الإسرائيلية من الجزيرة.
وتحتفل محافظة البحر الأحمر في 22 يناير من كل عام بعيدها القومي الذي يوافق ذكرى معركة شدوان، التي جرت في الجزيرة النائية التي لا تزيد مساحتها عن 70 كيلو مترا مربعا ويتراوح عرضها بين 16 و35 كيلو مترا وبها فنار لإرشاد السفن ورادار بحري. كانت معارك حرب الاستنزاف وقد هاجم الإسرائيليون الجزيرة فجر الخميس الموافق 22 يناير عام 1970.