هل حان الوقت لوضع منهج علمي للإدارة ؟
بقلم : د. هويدا عزت كاتبة وباحثة في العلوم الإدارية وفلسفة الإدارة
نالت قضیة الإدارة اهتمامًا ملحوظًا نتیجة للتغیرات العالمیة المعاصرة من توجهات ونظریات ومُمارسات، ولعل من أهم تلك التغیرات انتشار التطور المُتسارع، وكان لهذه التطورات الكثير من التداعيات على كافة الأصعدة، والكثير من المطالب التي تتمثل في وجود عنصر بشري يمتلك قدرات ومهارات؛ حتى يكون قادرًا على استيعاب هذه التطورات والمتغيرات ومُواكبتها.
فتحدي التطورات التقنية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ جعل الاهتمام بالعنصر البشري في الإدارة أمرا أَسَاسِيًّا فهو مرتكزها وحجر الأساس فيها، وهو المنوط بالقيام بالعملية الإدارية، والتي لا تقتصر على شخص واحد، بل تتعدد الأدوار والمهام فيها.
ولأن الإدارة روابطها قوية بمجالات مُتعددة، فلا يقف استخدمها داخل جدران المكاتب في الهيئات والمؤسسات، بل تتعدد أدوارها واستخداماتها في كافة مَناحي الحياة، حيث تُستخدم بشكل تلقائي أو وفقًا لِمَنْهَج علمي، لذا فإنه الإدارة هي مفتاح النجاح وتحقيق الأهداف.
والتي ينظر إليها على أنها “علم وفن” معًا، وهو الرأي الذي يتبناه العديد من المُهتمين بالإدارة، فمُمارسة العملية الإدارية تحتاج في جوانبها إلى الخبرة الشخصية والإبداع والابتكار، وهذا ما جعل فيها لمسة فنية، كما تحتاج إلى المعرفة التي ترتكز على الجوانب العلمية؛ لاستنباط طرق ووسائل حل للمشكلات المختلفة.
وفي ظل هذا الرأي، تطور علم الإدارة بشكل كبير، وهو ما نتج عنه أكثر من رافد فكري، وما زال يحظى هذا العلم حتى الآن باهتمام الباحثين والدارسين والمُمارسين للعملية الإدارية.
وانطلاقًا من ذلك أصبح من الضروري توجيه أنظار مُخططي برامج التنمية المهنية إلى المردود الإيجابي الذي يمكن أن يترتب على تطوير برامج التنمية المهنية للعاملين؛ لمُواكبة التغيرات التي تحدث على مستوى العالم، وتحقيق التحسين المُستمر في مُخرجات التنمية المهنية، وضمان أداء أفضل للعاملين.
وفي حقیقة الأمر، فإن وضع منهج علمي يتم تدريسه من منذ الصغر؛ كجزء من عملية التنشئة الاجتماعية، ونشر ثقافة ريادة الأعمال؛ لبناء أجيال تواكب مُتطلبات التغير، يُعد من الأمور الهامة، التي يجب أن تتبناه الدولة، فالإدارة مهارة وعلم يجب أن يدركها الجميع منذ الصغر؛ للوصول إلى إدارة مُبدعة تفكر بنظرة تواكب العصر.