بقلم : رمزي السنجري – مسئول بوزارة الأوقاف
القوة الناعمة التي تتمثل فيما تقدمه شاشات التليفزيون وخشبة المسرح من أعمال فنية تعمل على نشر الثقافة والهوية القومية والحفاظ عليها، وجدير بالذكر مقولة الكاتب الألماني برخت: “أعطني خبزاً ومسرحاً أعطيك شعباً مثقفاً ” .
وكذا قال : الفيلسوف والمسرحي …الفرنسي فولتير “في المسرح وحده تجتمع الأمة؛ ويتكون فكر الشباب وذوقه؛ لا مكان فيه لحكمة ضارة؛ ولا تعبير عن أي أحاسيس جديرة بالتقدير إلا وكان مصحوبا بالتصفيق؛ إنه مدرسة دائمة لتعلم الفضيلة والثقافة والحياة ” .
لذا يتوجب علينا منح مزيداً من الإهتمام للإنتاج الدرامي النبيل الذي يرسخ قيم الإنتماء الوطني و يدعم ملامح ومقومات الهوية الوطنية والقومية، ويحسن الصورة الذهنية عن مصر في محيطها العربي، والعالمي، ويُبرز ويعظم القواسم المشتركة بين المجتمعات العربية.
ولا بد من وضع دراسات علميه صحية جيدة لرسم وفلترة ما تقدمه الدراما التلفزيونية والسينمائية لأنها تعمل على تشكيل وعي المتلقي خاصةً فيما تقدمه للأطفال .
فهى تعد النافذه المعرفية الأهم بالنسبة لشرائح متعدده فى المجتمع، وحيث أن المضمون السياسي هو أحد مؤثرات الهوية الوطنية التي تتمثل في الانتماء، والنظرة للذات، والإحساس بالإختلاف، والحنين وحب الوطن والإهتمام بقضايا الهوية الوطنية وكيفية تناول الهوية الوطنية والتعبير عنها في الدراما السياسية المقدمة في كل من السينما والتليفزيون كمسلسل ” دموع في عيون وقحه ” ، و ” رأفت الهجان ” ، و ” ليالي الحلميه “، وما كان لهم من أثر هام في تعميق وترسيخ الهويه الوطنيه ، وكشف للمشاهد ما قدمته مصر فى صراعها ضد العدو الصهيوني للحفاظ على الأرض والهوية المصرية والعربية وما قام به أبناء الوطن من كفاح وتضحيات في محاربة الإستعمار من أجل السيادة الوطنيه .
ولا بد من تعظيم دور المسلسلات والأفلام التى تقدم ما يسعد المجتمع ويعبر عن مشاعره ومشاكله، لتزيد من مستوى الوعى والإهتمام بالتراث القومى والشكلي ، والأخذ بهذا التراث للتعبير عن خصائص الهوية بكل انواعها ثقافيه وفنية وسياسية للنهوض، والإرتقاءبالمجتمع .