أخبارمنوعات

رسالة الى المواطن فولوديمير زيلينسكي لا الرئيس …!

بقلم.دكتور.صلاح حامد.

كاتب وأستاذ اكاديمى.

كثيرا ما تأتي النزاعات حول العالم ويتبعها كوارث بشكل غير متوقع على عموم المجتمع الدولي، وان كان يرى البعض ان تلك النزاعات ربما تكون مُدبرة مسبقاً في سرية خاصة. لذا كثرت النزاعات وتعددت بؤر الصراع حول العالم. من الوهلة الأولى، ان بؤر الصراع دائما تحدث بين طرفان، ولكن اعتماداً على ثلاث أسباب رئيسية. اوله تلك الاسباب وثانيها ان كلا من الطرفان يعتقدو انهما على حق، بينما السبب او الطرف الثالث والاخطر هو العامل الوسيط، لكونه المحفز إما لاخماد الصراع او تأجيج احداثه. لان الطرف الثالث او من يمثله غالباً يعتمد على ابعاد اخرى كالقوة، المال والاقتصاد، والاعلام لتنفيذ استراتيجيات مصالحه الخاصة.

عزيزي القارى المحترم، لعلك تتفق معي ان الصراعات قد توصلنا الى حروب، هكذا نشأت الحروب العالمية السابقة. بينما حروب اليوم، حروب ذكية وفتاكة. جعل من حروب معادلات صعبة معقدة ينبغي على قادة دول العالم ورؤساء المنظمات والاحلاف كالنيتو وغيرها فهم هذه المعادلات للتوصل لطرق ملائمة لتفادي حدوث صدام، دون الثقة المفرطة في آراء بعض الأصدقاء مهما كانو او إدعو.

إن المراقب للأحداث العالمية الآن، يلاحظ توالى المصائب على شعوب العالم، طارة وباء جائحة كورونا، طارات من تبعات النزاعات الدائرة بين العديد من دول المنطقة العربية والعالم، وطارة اخرى النزاع الدائر الان بين روسيا وأوكرانيا، واعتقد ان لا تنتهي مثل تلك المصائب. إلا بفهم تلك المعادلات ومن ثم التدبر وإدارة الأمور بحكمة…!

كلا الطرفين الروسي والاوكراني يروا من حقهما الدفاع عن النفس ووحماية امن أوطانهما، ولكن يجب ان يكون وفق معايير ومعاهدات واتفاقيات دولية متوازنة موثوقة، دون السماح باي تدخل سلبي خارجي لديه أبعاد او إستراتيجيات آخرى.

فبعد نزاع دام سنوات مضت بين الطرفين، بدأت المواجهة الروسية الأوكرانية. فلم تكن يوما متوازنة. لأن الأمر في الآخر، ربما يعتمد على تعظيم المصالح الفردية قبل المبادئ لأى من طرفي النزاع او حتى للطرف الثالث.

الآن وبعد استمرار رحى النزاع على أشدة، دام لاكثر من شهر، ولم تتوقف بعد، حيث حُصد كثير من ارواح الابرياء والقضاء على الاخضر واليابس. إذا، الى متى ننتظر؟. لذا قد أصبحت شعوب العالم تدرك او تتفق بأن: السيد زيلينسكي ربما لم يكن يمتلك هذه المرة للحكمة ليفطن حال برارامترز ومتغيرات معادلة النزاع الواقعية على الأرض.

بلا شك، لم تكن تعرف عامة الشعوب، ما يدور في كواليس استراتيجيات الدول العظمي من أهداف وسياسات امنية، اقتصادية، وعسكرية. لكن من المؤكد ايضا، انه لم تكن آمال وطموحات شعوب العالم ان تعيش هذه المواجهة الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وجنى ثمار تبعاتها السلبية. فلمصلحة من ذلك؟. ومتى تنتهي هذه المواجهة؟ ليعود السلام، وكذلك الحال نتمنى ان تنتهي كل بؤر الصراع حول العالم.

أليس ما حدث على أرض الواقع الآن من مصائب، لهو أكبر دليلاً قاطعاً يؤكد عدم إدراك او فهم معادلات النزاعات الطاحنة المعقدة في عصرنا الحديث.

بكل صدق: ألخص رسالتي هذه، معبرا عن إحساسي ومن هم بنفس إحساسي الكثر من شعوب العالم، الى كل قادة العالم المحترمين، خصوصاً السادة جو بايدن (أميركا)، بوريس جونسون (بريطانيا)، ماكرون (فرنسا)، أولاف سواتس (ألمانيا)، وبوتين (روسيا) و زيلينسكي (أوكرانيا) ورؤساء المنظمات والاحلاف كالنيتو وغيرها. نرجو أن نُحسن جميعاً إستخدام العِلم لتحسين حياة الشعوب بأمانة وصدق، دون شعارات، وليس دعما لقوة السيطرة المفرطة. لا نحتاج الى زيادة نقاط صراع جديدة او كابول جديدة، بل نحتاج الى تقليص نقاط الصراع الحالية في كل مكان، بما في ذلك المنطقة العربية، ولا يتحقق ذلك إلا بتقديم مبادئ الموده والتسامح و العدل على المصالح المنفردة والأنانية المفرطة.

هل من حق الشعوب ان ترجوا السلام ووقف غترسة استغلال القوة والمال وعدم اللعب بنار الألفاظ والدعايا الإعلامية التي كلها تؤدي الى التصعيد وتأجيج اوضاع الصراع؟. فقد ضاع الكثير ولا يبقى إلا ان يحين الوقت عاجلاً ليمتلك السيد الرئيس زيلينسكي والسيد الرئيس بوتين الحِكمة لينهيا هذا النزاع، ودعم التفاوض للوصول لإنفاق ينهى هذا الصراع.

الجميع يأمل في ان يمتلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحِكمة… في أقرب وقت لوقف النزاع الحالي!

اننا على ثقة فيهما، ونرجوا من الجميع (الطرف الثالث) السعي إلى محاولة تطبيق مبادئ الانسانية المشتركة والرحمة بين البشر المستمدة من أسماء الله العلى، في ضوء معايير عالمية قومية عادلة على الارض، ووفق المستجدات على قدر المستطاع لإيقاف الفتنة وإنعاش الإقتصاد العالمي. هذا بلا شك سوف يقطع الطريق لمنع نشوب حرب عالمية ثالثة، مع الدعاء بان يعم السلام في الارض والبحر والجو.

د. صلاح حامد رمضان علي
كاتب وأستاذ أكاديمي مصري
Prof. Dr. Salah H. R. Ali

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى