أخبارمنوعات

السلوكيات السلبية.. العدو الخفي في المنظمات

بقلم .دكتوره .هويدا عزت

باحثة وكاتبة في العلوم الإنسانية وفلسفة الإدارة

إن الأوضاع غير المستقرة والتغييرات التي تحدث داخل المنظمات وخصوصًا المتعلقة بالجوانب الاقتصادية؛ زادت من ارتفاع السلوكيات السلبية المتمثلة في عدم ثقة العاملين وفقدان الاحترام والفخر للمنظمة التي يعملون فيها.

الأمر الذي يقودنا إلى القول بأن انشغال المنظمات بمصالحها، وعدم وجود دعم مؤسسي حقيقي للعاملين فيها، يجعل هؤلاء العاملين يسخطون على أوضاعهم مستخدمين سلوكيات سلبية ضد منظمتهم هذا ما يسمى “العدو الخفي”، الذي لا يؤثر فقط على المنظمة والعاملين فيها بل على المجتمع بأكمله، فلا قيمة لأي تطورات أو تنمية قد تحدث ما لم يكن هناك العنصر البشري الفعال الذي لديه القدرة على إدارة واستخدام هذه التطورات.

لذا فإن المشكلة الأساسية التي يواجهها المديرين تكمن في تحديد السلوكيات السلبية للعاملين، والتي لها تأثير كبير على المنظمات والحياة الوظيفية للعاملين، حيث يعد تحديًا واضحًا لهم؛ لكونه يؤثر في الروح المعنوية لدى العاملين، وكذلك يسبب خسائر مادية ومعنوية للمنظمة.

والسلوكيات السلبية هي رد فعل للعاملين نتيجة لتعرضهم لسوء المعاملة أو العدوان أو الترهيب والضرر سواء من المديرين أو الزملاء، اعتقادًا منهم أنه بهذه السلوكيات يأخذوا حقهم، وتتعدد هذه السلوكيات ما بين ظاهرة وخفية، مباشرة أو غير مباشرة، كنشر الشائعات، الغياب، ترك العمل، الانسحاب واللامبالاة، تضييع الوقت واهداره، كثرة الأجازات، وفقدان الإبداع، وزيادة الأخطاء، وأخيرًا انخفاض الأداء والإنتاجية، وقد تصل هذه السلوكيات في بعض الأحيان إلى التضحية بمبادئ الصدق، والنزاهة، والإخلاص والثقة.

وتتمثل خطورة هذه السلوكيات في أنها سلوكيات متطرفة عدوانية تعكس الحالة النفسية للعاملين، تؤثر في بيئة العمل فتصبح مضطربة وغير مستقرة، وينعكس أثرها على المنظمة وسمعتها.

لذا أصبح من الأمور الهامة التي يجب أن يعي لها المسئولين هي التعرف على هذه السلوكيات، ومن ثم اتخاذ الاجراءات اللازمة لمواجهتها في أسرع وقت ممكن.

فالمنظمات التي لا تولي قدرًا كبيرًا من الاهتمام بإدارة السلوكيات السلبية للعاملين لديها، من خلال التركيز على محددات ومخرجات هذا السلوك، لن تتمكن من تلبية تحديات هذا القرن.

ومن جهة أخرى، فإن الاعتماد على الاتجاهات التقليدية القديمة التي تتطلب من المديرين الاهتمام بالأداء فقط لأنه يؤثـر في كيان المنظمة، من خلال نظام المكـافـأة والعقـاب لا يتوافـق مع التغيـرات المعـاصرة التي تشهـدها المنظمـات؛ فمديـرو اليـوم يشاركـون فـي تطويـر موظفيهـم، ومساعدتهـم في إنجاز أعمالـهم، وأنهم جزء من رؤية المنظمة وأهدافها؛ لتحقيق الاندماج والترابط بين العاملين والمنظمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى